تجاوزت ديون الولايات المتحدة الأمريكية 36 تريليون دولار، في حين أن نمو الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي كان فقط 1.42 تريليون، ومع ذلك فإن نفقات فوائد الديون السنوية تتجاوز 1 تريليون — هذا الرقم مخيف بما يكفي. إذا استمر هذا الاتجاه، فإن أمريكا ستجد نفسها عاجلاً أو آجلاً في مأزق عجز مالي. إذن، السؤال هو: من سيدفع الثمن؟

على مدى العشرة أعوام الماضية، بدأ مكانة الدولار في التآكل بصمت. ظهور دول البريكس، واعتماد السلفادور كدولة صغيرة للبيتكوين كعملة قانونية، ونظام التسوية الموحد للعملة الأوروبية اليورو — كل ذلك يهدد هيمنة الدولار الأحادية.

خلال الأربع سنوات الماضية، قام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل جنوني، وتأثرت الاقتصاديات العالمية بشكل كبير. فقدت العملات الرسمية في اليابان، كوريا، سريلانكا، البرازيل، الأرجنتين، نيجيريا وغيرها أكثر من 25% من قيمتها، وأشدها تراجعاً تجاوز 40%، وسريلانكا أعلنت إفلاسها مباشرة. هبة "مد" الدولار الأكثر عنفاً على الإطلاق قد بدأت هكذا.

كيف ستعيد أمريكا تثبيت مكانتها كالمتحكم في الشؤون المالية العالمية؟ في 20 يناير، تولى ترامب السلطة رسمياً، وما هي أوراقه الرابحة خلال هذه الأربع سنوات؟ بناءً على توجهاته السياسية الأخيرة، الجواب واضح — هو نموذج إدارة البلاد عبر التشفير.

هذا الرجل الذي يقترب من سن السبعين كان يروج بقوة لدعم العملات المشفرة خلال حملته الانتخابية، وعند فوزه، سرعان ما نفذ وعوده. من الواضح أنه يخطط لمخطط كبير، يهدف من خلاله إلى إعادة تشكيل مكانة أمريكا المالية باستخدام استراتيجية متكاملة. والخطوة الأولى هي: تثبيت البيتكوين كعملة احتياطية استراتيجية للدولة.

هل هذه الخطة قوية جداً؟ بمعنى أنها تستخدم الأصول المشفرة كضمان للدولار، وتجعله بديل "الذهب" في العصر الجديد. هذا النهج لا يجذب فقط رؤوس الأموال المشفرة من جميع أنحاء العالم إلى أمريكا، بل يغير أيضاً بشكل جذري تصور العالم عن الدولار — من العملة القانونية التقليدية إلى نموذج "العملة المشفرة" الجديد.

الخطوات التالية ستتطور تدريجياً، وتشمل تحرير الأطر التنظيمية، وإنشاء احتياطي رسمي للأصول الرقمية، والتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية. ببساطة، هو استخدام نظام العملات المشفرة الجديد لإنقاذ نظام الدولار الذي يعاني من التشققات. هل ستنجح هذه المخاطرة؟ الأمر الذي يحدد شكل النظام المالي العالمي خلال العشر سنوات القادمة.