المستثمرون الصينيون يتجهون نحو ترميز الأصول المادية، وجاذبية عملات الدولار المستقرة تتراجع

في السنوات الأخيرة، اعتمد المستثمرون الصينيون في العملات المشفرة بشكل كبير على العملات المستقرة بالدولار الأمريكي مثل USDT لتجنب تقلبات السوق، ولكن التحركات الأخيرة في العملات دفعتهم إلى إعادة تقييم المخاطر. خلال الأشهر الستة الماضية، ارتفع اليوان الصيني الخارجي مقابل الدولار الأمريكي من 7.4 إلى 7.06، وهو أعلى مستوى له منذ عام، ما يعني أن المستثمرين الذين يحتفظون بالعملات المستقرة بالدولار الأمريكي شهدوا انخفاضًا تدريجيًا في قيمة أصولهم عند احتسابها باليوان. على سبيل المثال، إذا تم تحويل 100,000 يوان إلى USDT في أبريل، فإن إعادة التحويل اليوم تعادل حوالي 95,400 يوان فقط، أي خسارة تقارب 4.6% دون الحاجة إلى التعرض لأي أصول مشفرة متقلبة.

هناك ضغط مزدوج ناتج عن ضعف الدولار وارتفاع قيمة اليوان. فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنحو 10% هذا العام، وتسببت بيانات التوظيف الأمريكية الضعيفة وسياسة خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في عمليات إغلاق واسعة لمعاملات المراجحة. في الوقت نفسه، جذب انتعاش سوق الأسهم في شنغهاي الاستثمارات الأجنبية، مما دعم زيادة قيمة اليوان بشكل أكبر. كما زادت التسويات باليوان بين الشركات، وارتفع الطلب على التحوط المالي، ليجعل الطلب على اليوان يتجاوز الجانب المضاربي. وأظهرت أبحاث جولدمان ساكس أن كل زيادة بنسبة 1% في قيمة اليوان تقابلها زيادة بنحو 3% في عوائد الأسهم الصينية، مما يخلق حلقة تعزيز ذاتي.

في هذا السياق، لم تعد العملات المستقرة بالدولار الأمريكي أداة موثوقة للتحوط. فقد أضعف ارتفاع قيمة اليوان القوة الشرائية المحلية لـ USDT، وفي الوقت نفسه قامت البنك المركزي الصيني و13 وزارة وهيئة حكومية بإدراج العملات المستقرة ضمن نطاق الرقابة على مكافحة غسل الأموال والرقابة على النقد الأجنبي، محذرين من أنها تفتقر للوضع القانوني وقد تُستخدم في التمويل غير المشروع أو نقل الأموال عبر الحدود. في السوق من شخص إلى شخص، انخفض سعر صرف USDT مقابل اليوان إلى أقل من 7، مع زيادة في رسوم المعاملات وفوارق الأسعار.

ولتفادي تآكل الأصول والضغط التنظيمي، بدأ المستثمرون الصينيون يتجهون نحو منتجات ترميز الأصول المادية المقومة بالدولار الأمريكي على السلسلة، مثل الأسهم الأمريكية المرمّزة والذهب المرمّز. توفر هذه الأصول ليس فقط عوائد محتملة، بل تساهم أيضًا في تعويض جزئي لمخاطر العملة، مع الحفاظ على الانكشاف على الدولار وتحقيق تنويع الاستثمارات في الوقت ذاته.

ويشير هذا التحول إلى أن العملات المستقرة بالدولار الأمريكي انتقلت من ملاذ آمن إلى أصول محتملة المخاطر، وأن اعتماد المستثمرين الصينيين عليها يتناقص، كما ينذر بتأثير عميق لاتجاه ارتفاع قيمة اليوان واتساع ترميز الأصول العالمية على مشهد سوق العملات المشفرة. (BeinCrypto)