الأسواق تصرخ، لكن عند النظر إلى البيانات ستكتشف أن الأمور ربما ليست بهذا السوء.

هذه الموجة من السوق كانت بالفعل قوية. خلال 41 يومًا فقط، تلاشت القيمة السوقية للعملات المشفرة بمقدار 1.1 تريليون دولار، أي صافي تدفق خارجي يومي قدره 270 مليون دولار. انخفض سعر البيتكوين بنسبة 25% خلال شهر، ومنذ بداية أكتوبر، هبطت إيثريوم إلى -35%. مؤشر الخوف والجشع وصل بالفعل إلى "الخوف الشديد"، ومزاج السوق بأكمله بارد وموحل.

لكن هناك مشكلة خطيرة: ما هو الجاني الحقيقي؟

**التصفية بالرافعة المالية — "القاتل" المفهوم بشكل خاطئ**

بصراحة، هذا الانخفاض لم يكن بسبب تدهور الأساسيات، بل هو تأثير الدومينو للرافعة المالية المفرطة. مع رافعة مالية 100x، سعر العملة يمكن أن يتقلب بنسبة 2% فقط ليتم تصفيته مباشرة. تخيل أن مئات الآلاف من المتداولين يلعبون نفس اللعبة — أي حركة صغيرة ستؤدي إلى رد فعل متسلسل.

في 11 أكتوبر، بلغت قيمة التصفية في يوم واحد 19.2 مليار دولار، مسجلة رقمًا قياسيًا في انخفاض البيتكوين بمقدار 20 ألف دولار في يوم واحد. خلال نصف الشهر الماضي، حدثت 3 أيام تجاوزت فيها التصفية 1 مليار دولار، وبلغت عمليات التصفية التي تتجاوز 500 مليون دولار عادةً. هذا الضغط الناتج عن الرافعة المالية جعل السوق حساسًا جدًا، خاصة عندما يكون السيولة أصلاً غير كافية، وأي تقلب يمكن أن يؤدي إلى هبوط حاد.

**الأساسيات في الواقع ليست سيئة إلى هذا الحد**

عند إزالة وهم الرافعة المالية، ستكتشف أن أساسيات سوق العملات المشفرة ليست في حالة تدهور حقيقية. المؤسسات تواصل التوسع، والبيئة السياسية تتحسن. هذا هو الدعم الحقيقي على المدى الطويل.

موجة التصفية قصيرة الأمد فقط أخرجت من السوق من يتداولون بشكل مفرط، والسوق في الواقع يتطهر ذاتيًا. المشاركون المتمسكون بمبادئهم الآن هم بالضبط من يضعون استثماراتهم عند المستويات المنخفضة. ولهذا السبب، بعد كل حالة هلع قصوى في التاريخ، يتبعها دائمًا انتعاش — ليس صدفة، بل قاعدة.