العقود هذه، كيف الواحد يلعبها بدون ما ينحرق رصيده كل يوم؟

ماني متأكد إذا قد مر عليك هذا الموقف – أول ما دخلت المجال، شفت ناس ينشرون صفقات مضاعفة، وجواك صوت يقول: "ليش مو أنا؟"

وقتها كان معي أربع آلاف ريال. دخلت بكل المبلغ، مغامرة وحدة، وأصريت للنهاية.
خسرت. رجعت. وخسرت من جديد.
كل مرة أواسي نفسي: "الصفقة الجاية أكيد أعوض الخسارة."

والنتيجة؟ من حفرة لحفرة أعمق، وكل ما حاولت أطلع، غصت أكثر.

بعدها فهمت – المشكلة مو حظ، المشكلة أني أصلاً ما أستحق أكسب هالفلوس. بطريقة اللعب العشوائية هذي، أصلاً اعتبر نفسي محظوظ إذا ما خسرت كل شيء بسرعة.

إلين يوم من الأيام وقفت فعلاً، وراجعت عاداتي مع كل صفقة. وقتها استوعبت:
الخسارة الكاملة ما هي صدفة، هي نتيجة حتمية.
اللي يسمونه "إدارة مخاطر"، بدون منطق ونظام، مجرد نكتة.

التداول الحقيقي في العقود مو قمار. كل دخول وخروج له إيقاع وأسباب واضحة.
أخطر شيء مو تغير السوق، الخطر الحقيقي إذا نفسيتك انهارت أول.

بديت أدرس البولنجر باند بشكل جدي.
مو بس أرسم كم خط عشوائي، صرت أفهمه من حركة السوق وتركيبة الشموع – تقارب وتباعد الخطوط، اختراقات كاذبة، تأكيدات بعد الرجوع...
أول مرة جبت منها ربح 30 ضعف، ما حسيت بفرحة، حسيت براحة: "أخيراً فهمتها."

لكن الطريقة نفسها مو الأهم.
لو عندك أفضل طريقة، بس نفسك مو ثابتة وتدير صفقاتك بشكل عشوائي، بتخسر برضه.

اسأل نفسك كم سؤال:
صفقتك مبنية على منطق، ولا على مشاعر؟
تتبع نظام تداول، ولا تراهن على حركة السوق؟
حتى وقف الخسارة ما تحطه، هل جاي فعلاً تربح، ولا جاي تجرب إحساس الخسارة الكبيرة؟

الكثير يقولون ما يصدقون بالحظ، لكن كل يوم يرمون مصيرهم للسوق.

أما أنا، صرت أقلل صفقاتي كثير، لكن كل صفقة واضحة ونظيفة، ومخاطرها معروفة.
هذا هو الطريق الوحيد للاستمرار، وتكبير رأس المال خطوة بخطوة.