في اليوم الذي انخفض فيه رصيد حسابي إلى 1500U، جلست أحدق في الشاشة لمدة نصف ساعة وأنا مذهول. لم تكن هذه أول مرة أتعرض فيها لتصفير المحفظة، لكن في تلك المرة فهمت شيئاً بوضوح — فكرة الثراء السريع هي بداية خسارة كل شيء.

وضعت لنفسي قاعدة صارمة: أتعامل مع 1500U كأنها خمس أرواح، كل روح 300U. قبل فتح أي صفقة أسأل نفسي ثلاثة أسئلة: إذا كان الاتجاه خطأ، هل أستطيع الاعتراف والقبول؟ إذا خسرت 150U هل سيتعبني هذا لدرجة الأرق؟ هل هذه الصفقة مبنية على مخاطرة عشوائية أم على حسابات دقيقة؟ أجيب عن هذه الأسئلة أولاً ثم أتحرك.

أول أسبوعين كانوا صعبين جداً. كنت أرى الآخرين يشاركون لقطات أرباحهم، وأشعر برغبة شديدة في المخاطرة. لكني تمسكت بطريقتي البسيطة: إذا وصل السعر لوقف الخسارة أخرج فوراً، وإذا وصلت للهدف أخرج مباشرة. في إحدى المرات رأيت سعر العملة يواصل الارتفاع بعد خروجي، حتى ارتفعت ثلاثة أضعاف، ولم أندم أبداً، لأن ذلك المال لم يكن من نصيبي.

نسبة نجاح صفقاتي حوالي 52% فقط، تبدو نسبة عادية جداً، أليس كذلك؟ لكن الأهم أني عندما أخسر أخسر قليلاً، وعندما أربح أحتفظ بالأرباح. بهذه الطريقة، مع كل صفقة، بدأ رأس المال ينمو تدريجياً، وفي الشهر الثالث ظهر تأثير الفائدة المركبة وتغيرت الأرقام فجأة.

بعد 30 يوماً، عندما أظهر الحساب 50,000U، كنت هادئاً جداً. هذا المال لم يكن نتيجة حظ، بل كان ثمرة كل مراجعة ليلية، وكل مرة قاومت فيها الاندفاع، وكل تنفيذ صارم لخطة التداول.

السوق لا يدين لأحد بالمال. الأعداء الحقيقيون هم أولئك غير المرئيين: الاندفاع المفاجئ والمخاطرة بكل شيء، الإصرار على عدم وقف الخسارة، الطمع في كل حركة سعرية، الأمل في أن الصفقة التالية ستعوض كل شيء. إذا لم تتخلص من هذه العادات، حتى لو حصلت على 100,000U ستنتهي بخسارة كل شيء.

هل يمكن تحويل مبلغ صغير إلى ثروة؟ نعم، لكن عليك أولاً أن تتعلم كيف تبقى في اللعبة. إذا اخترت الاتجاه الصحيح، حتى لو بدأت بألف ريال يمكنك تحقيق نمو تدريجي؛ وإذا أخطأت الاتجاه، حتى 100,000 كرأسمال لن تكفيك للخسارة المتكررة.

ليس هناك وقت متأخر للبداية، بشرط أن تكون مستعداً فعلاً لتغيير أسلوب حياتك.