خبر احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة الأسبوع القادم انتشر كالنار في الهشيم بين أوساط السوق مؤخراً. البعض يقول إنه موسم توزيع الأموال، والبعض الآخر يخشى أن يكون هذا فخاً. فكيف ننظر للأمر فعلاً؟

دعونا نبدأ بحقيقة: بنك أوف أمريكا أصدر للتو تحذيراً—إذا كان موقف البنك المركزي عند خفض الفائدة متساهلاً جداً (ما يُعرف بـ"الحمائمي")، فقد تتباطأ موجة صعود الأسهم مع نهاية العام. قد يبدو هذا بلا علاقة بسوق العملات الرقمية؟ خطأ، فكل شيء مرتبط ببعضه البعض.

الأسواق المالية التقليدية وسوق العملات الرقمية أصبحا الآن كالتوأم السيامي. عندما تتثاءب وول ستريت، كثيراً ما يتبعها BTC وETH مباشرة. لماذا؟ لأن خفض الفائدة يبدو ظاهرياً ضخ سيولة، لكن إذا جاء بسبب ضعف البيانات الاقتصادية واضطرار البنك المركزي، فهذا قد يجعل رؤوس الأموال الكبيرة أكثر قلقاً. السيولة تزداد، لكن الأموال تصبح أكثر انتقائية—تدخل بسرعة وتخرج بسرعة، ما يجعل السوق أشبه بركوب الأفعوانية.

أما السندات الأمريكية طويلة الأجل، إذا تم بيعها بكميات ضخمة من قبل المؤسسات، فإن بعض الأموال الساخنة قد تتجه فعلاً نحو الأصول عالية المخاطر بحثاً عن فرص، لكن غالباً ما تكون هذه أموال مضاربة قصيرة الأجل، تأتي وتذهب بسرعة، وتخلق تقلبات أكثر من كونها تصنع اتجاهاً واضحاً.

لذا الآن ليس وقت التفاؤل الأعمى أو الذعر، بل يجب أن تتصرف بهدوء وتقوم بعدة أمور:

**لا تدع العاطفة تقودك**. الدخول بكل السيولة أو البيع بالكامل فور صدور الأخبار هو سلوك الهواة. السوق يحب استغلال من يخضع للخوف والطمع.

**راجع مراكزك الاستثمارية**. المشاريع التي تقتنع بها فعلاً يمكنك الاستمرار فيها، لكن إن كان لديك وزن كبير في بعض العملات، فليس عيباً أن تخفف جزءاً منها خلال الارتداد وتحتفظ بسيولة استعداداً لأي طارئ.

**راقب البيانات القادمة عن كثب**. تقرير الوظائف والتضخم المؤجلين إلى ديسمبر هما القنبلتان الموقوتتان الحقيقيتان. حركة الشموع خلال تلك الأيام قد تكون أكثر إثارة من قرار خفض الفائدة نفسه.

بإختصار، كلما اشتدت العواصف، كلما كان عليك أن تثبت أعصابك أكثر. لا تنجرف وراء دوامة المشاعر، وضع خطة لمواجهة التقلبات، حتى تكون مستعداً لاقتناص الفرصة الحقيقية عندما تأتي.