مؤخرًا انتشر خبر قوي في السوق—المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض هاسيت دعا علنًا الاحتياطي الفيدرالي إلى "تخفيض سعر الفائدة بحذر". هذا الكلام ليس مجرد تصريح عابر، فاجتماع الفائدة في ديسمبر على الأبواب، ومع بيانات التوظيف الضعيفة مؤخرًا، أصبح باب خفض الفائدة يُفتح بهدوء. ماذا يعني هذا لسوق العملات الرقمية؟ قد تضيء إشارة عودة السيولة من جديد.

لكن خذ الأمور بهدوء. الصورة الاقتصادية التي رسمها هاسيت متفائلة أكثر من اللازم—"انتعاش قوي في الربع الأول" و"النمو يصل إلى 4% في 2026"، بينما توقع صندوق النقد الدولي كان 2% فقط، أي نصف هذا الرقم. هذا أشبه بتصريح سياسي لرفع ثقة السوق، وليس حكمًا اقتصاديًا هادئًا.

عدم اليقين الحقيقي يكمن في قضايا الرسوم الجمركية. إذا ألغت المحكمة العليا سياسة الرسوم، قد تواجه الحكومة ضغطًا لاسترداد قرابة تريليون دولار. تخيل حجم الصدمة المالية التي ستُحدثها في السوق! هل سنشهد بيعًا بذعر؟ أم سيبحث المال بجنون عن ملاذ آمن؟ في هذه اللحظة، قد يعود سيناريو "الذهب الرقمي" للبيتكوين تحت الأضواء مجددًا.

هناك نقطة مثيرة أيضًا: يُعتبر هاسيت من أبرز المرشحين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي القادمة. الآن يدفع بقوة نحو خفض الفائدة، فهل سيستمر في سياسة التيسير إذا تولى دفة السياسة النقدية مستقبلًا؟ هذا التوقع يستحق التأمل.

**فماذا نفعل نحن؟**

رأيي أن نتحرك على مسارين: على المدى القصير، نواكب وتيرة المضاربة على خفض الفائدة؛ وعلى المدى الطويل، نتابع حركة الأموال الباحثة عن الأمان. حتى لو كان خفض الفائدة في ديسمبر "تخفيضًا حذرًا" (خفض ولكن مع موقف متشدد)، سيعتبره السوق بداية دورة تيسير، وقد تستغل العملات الرئيسية الفرصة للصعود. أما إذا أدت قضايا الرسوم لاضطراب عنيف، سيُعاد تسعير قيمة البيتكوين كملاذ آمن.

**استراتيجية التنفيذ؟**

لا تدخل بكل رأس مالك بمجرد سماع الأخبار. يمكنك الآن الدخول تدريجيًا وبحجم صغير، مع الحفاظ على سيولة كافية. الفرصة الحقيقية ستكون في لحظتين: إما بعد تنفيذ خفض الفائدة وانطلاق موجة التفاؤل، أو في "القاع الذهبي" بعد انهيار السوق بذعر. تذكر هذه العبارة—كلما زاد اضطراب السوق، زادت الفرص، لكن بشرط أن تبقى حتى ذلك اليوم. من لا يملك سيولة، سيكتفي بمشاهدة الآخرين يأكلون اللحم.