كثير من الناس يحدقون في شاشات العملات البديلة وهم شاردون، يرددون "ما فيه فلوس" أو "ما فيه سيولة".

اصحى، هذه مجرد مظاهر خارجية.

السبب الحقيقي وراء ركود العملات البديلة، بكل صراحة: القواعد تغيرت وأنت لا زلت تستخدم الخريطة القديمة.

تذكر قبل كم سنة، كيف كانت العملات البديلة تطير؟

ورقة عمل، فكرة، خارطة طريق—كلام سهل وارتفاعات عشرات الأضعاف. وقتها السوق مليان فلوس والمشاعر مشتعلة، حتى لو مغمض عيونك تلحق الموجة.

الحين؟

اللاعبين صاروا أذكى، المشاعر بردت. مشروعك ما عنده منتج، لا بيانات، لا مستخدمين حقيقيين؟

السوق بيعطيك الجواب بشكل مباشر: ما أحد مهتم.

ليش العملات البديلة كلها نايمة؟ فيه ضربتين قاتلة:

🔥 الضربة الأولى: ما فيه ابتكار، الكل يعيد تدوير القديم

تغيير واجهة مستخدم، تجميع كم كلمة رنانة، لا تطبيق حقيقي. أول كان ممكن تمشي القصة يومين، الحين السوق يتجاهلك فوراً، إذا ما عندك شيء قوي تنتهي بسرعة.

💥 الضربة الثانية: تقييمات مبالغ فيها، أول ما يدخل المستثمر الصغير يتورط

المؤسسات ترفع التقييم بعد جولات تمويل ضخمة، وفجأة تنزل العملة بقيمة مليارات. المستثمر الصغير يدخل ويصير ضحية. توزيع العملات غير عادل، والمخاطرة أعلى بكثير من العائد، والفلوس أصلاً ما تدخل.

الأصعب أن السيولة تتركز بشكل حاد:

المشاريع الكبيرة تكسب كل شيء، والعملات البديلة حتى الفتات ما تحصل عليه.

حتى فرق المشاريع يعرفون، إذا رفعوا السعر شوي ينهار السوق، فيستسلمون ويتركون المشروع.

عشان كذا شوف السوق الحين:

عملة جديدة تنزل وتخسر فوراً، لا فيه مضاربة ولا فيه ناس تؤمن ولا أحد يروي قصة، التداول كأنه صحراء مهجورة.

⚡ في بيئة زي كذا، تبغى تربح؟

لا تتكلم عن استثمار طويل أو تحلم بعملة تعطيك مئة ضعف، هذا كان حكاية في الدورة الماضية.

اللي يقدر يعيش الحين، يعتمد على ثلاث كلمات:

🩸 سرعة! دقة! قوة!

تدخل مع الموجة وتطلع بسرعة بعد الانفجار.

لو ترددت لحظة، ما هو بس تخسر ربح، حتى الفتات ما تشوفه.

الدورة الجاية للسيولة الكبيرة جاية أكيد، لكن بتكون أقسى—ما تعتمد على الحظ أو الإيمان، بل على سرعة القرار والتنفيذ.

🔥 في النهاية:

سوق العملات البديلة ودّع زمان "اجلس وانتظر الصعود"،

هذا ميدان بارد، سريع، يكافئ فقط اللي يتحرك.

اللي يتأقلم مع القواعد يأكل،

واللي ما يلحق يظل يأكل تراب.