وول ستريت تعيد تعريف شيء واحد برأس المال — تحويل المراهنة إلى "سوق معلومات" مدفوع بالبيانات.

ضخ عشرات المليارات من الدولارات في مسار أسواق التنبؤ ليس جنوناً. وصلت قيمة Polymarket إلى ١٢٠ مليار دولار، وجمعت Kalshi مليار دولار في التمويل، وما تقوم به هذه المنصات في جوهره لا يزال السماح للناس بالمراهنة على النتائج، لكن الخطاب تغير: لم يعد يُسمى قماراً، بل يُسمى "تداول عقود أحداث مستقبلية". اليوم يمكنك المراهنة على من سيفوز في الانتخابات، وغداً على ما إذا كان نموذج ذكاء اصطناعي معين سيفشل، وبعد غد حتى الطقس يمكن أن يصبح موضوع رهان. كل شيء قابل للتسعير.

ما الفرق عن النظام التقليدي؟ الطريقة القديمة كانت تعتمد على تلاعب الكازينو وسحب الأموال في الخفاء، وستظل دائماً أنت الخاسر. أما سوق التنبؤ فيعتمد على دفتر أوامر مكشوف وتوفيق علني بين الطلبات، والأسعار تتغير في الوقت الفعلي، ويبدو من الخارج أنه أكثر "شفافية". مدراء الصناديق يستخدمون النماذج لتحقيق أرباح، والأشخاص العاديون يراهنون بناءً على قناعاتهم، وحتى وسائل الإعلام الرئيسية بدأت تعتبر نسب هذه المنصات مؤشراً على اتجاهات الرأي العام — سلوك المقامرين أعيد تعريفه بالقوة ليصبح "آلية تسعير السوق".

سبب قلق حكومات الولايات واضح جداً: النظام التقليدي كان ماكينة طباعة أموال للضرائب المحلية، أما الآن فترغب رؤوس الأموال في توسيع اللعبة لتشمل جميع الولايات وتصبح متوافقة مع الأنظمة وتحظى بالحماية الفيدرالية. ببساطة، رأس المال يراهن على أن حجم التداول سيدفع المنظمين لفتح الأبواب، وتحويل المناطق الرمادية إلى بنية تحتية مالية تحت ضوء الشمس.

تنبيه بسيط: عندما تعتقد أنك هربت من كازينو معين، قد تكون دخلت لتوك في نظام مراهنة عالمي أكبر، تسيطر عليه الخوارزميات ونماذج البيانات.