تراجع سعر USDT مقابل اليوان الصيني فجأة دون حاجز 7.0، وكانت ردة فعل الكثيرين الأولى: هل السوق على وشك الانهيار؟

اهدأوا قليلاً. وراء هذا التقلب قد يكون هناك إشارة معاكسة تماماً.

حدث أمران في نفس الوقت مؤخراً: من جهة، ظهرت أنباء من أمريكا تشير إلى أن منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي ربما يكون في خطر، وأصوات الإدارة الجديدة الداعية إلى خفض أسعار الفائدة بشكل حاد تزداد قوة. بحسب بيانات بورصة شيكاغو التجارية، احتمال خفض الفائدة في ديسمبر اقترب من 90%، وربما يتم خفض 50 نقطة أساس أخرى العام المقبل. ضعف مؤشر الدولار بات أمراً شبه محسوم، مما يؤدي لارتفاع اليوان بشكل سلبي، ومن الطبيعي أن يتعرض سعر USDT للضغط.

من جهة أخرى، بدأت الجهات التنظيمية المحلية باتخاذ إجراءات حازمة ضد القنوات الرمادية للعملات المستقرة، مع التركيز على مكافحة التحويل غير القانوني وغسل الأموال. في المدى القصير، هناك بالفعل من يبيع USDT بسرعة للتحوط، مما زاد من تقلبات سعر الصرف.

لكن السؤال هو—إذا كان USDT ينخفض، لماذا ترتفع أسعار البيتكوين والإيثريوم بقوة؟

المنطق هنا واضح جداً: بمجرد دخول الدولار في دورة انخفاض، ستبحث الأموال الساخنة العالمية عن ملاذات جديدة. الأصول الرقمية تتمتع بسيولة عالية وبدون قيود حدودية، لتصبح أداة تحوط طبيعية. ورغم أن التنظيمات تخلق حالة ذعر مؤقتة، إلا أن البعض يراها "حتمية تأخرت كثيراً"، ويعتقد أن السوق سيصبح أنظف.

إذا نظرنا للتاريخ، في كل موجة ارتفاع كبيرة، يمر سعر USDT بمرحلة ضغط مماثلة. بعض اللاعبين القدامى بدأوا فعلاً بتجميع USDT عند الأسعار المنخفضة، وينتظرون عودة السعر إلى 7.5 ليبيعوا، ويحققوا أرباحاً فقط من فرق الصرف.

الفرق بين المبتدئين والمحترفين غالباً ما يظهر في مثل هذه اللحظات:
المبتدئ يسأل "هل يمكن أن تصبح العملات المستقرة بلا قيمة؟"
أما المحترف فيحسب "كم يمكنني أن أربح من هذا التصحيح؟"

هذه التقلبات الآن ليست النهاية، بل أشبه بإشارة لتغيير ما. مع تحول سياسة الدولار وتغير هيكل السوق، قد تبدأ الاختبارات الحقيقية من الآن.

هل ستختار شراء USDT عند الانخفاض، أم ستبدله مباشرة إلى بيتكوين وتتحمل؟