لماذا لم تظهر دورة "موسم العملات البديلة" في موجة النمو الأخيرة؟

كان الكثيرون يتوقعون أن يشهد السوق “موسم عملات بديلة” حقيقي في الدورة الصعودية الأخيرة، لكن الواقع كان معاكسًا تمامًا. السبب لا يكمن في البيتكوين، ولا في القيمة السوقية الكلية، بل في حدث جعل تدفق السيولة في السوق ينحرف عن مساره: الانفجار السريع جدًا لمجموعة التوكنات ذات الطابع الرئاسي.

1. لماذا لم تتشكل دورة العملات البديلة التقليدية؟ في الدورات السابقة، غالبًا ما تدخل العملات البديلة مرحلة نمو وفق نمط مألوف: ارتفاع بطيء وثابت مع هزات وتصحيحات وانتعاشات. تدفق السيولة تدريجيًا من المستثمرين الأفراد. يمتلك صانعو السوق الوقت الكافي لبناء السيولة، وصناعة قصة، وخلق توقعات. تمر بمرحلة تراكم - ارتفاع - تصحيح - انطلاقة تدوم لأشهر. مراحل مثل SHIB وPEPE أو الميمكوينات الكبرى الأخرى سارت على هذا الطريق. تحتاج دورة نموها إلى وقت لتكوين المشاعر وجذب الوافدين الجدد ونشر الثقة. لكن هذه المرة، تم كسر هذا النموذج كليًا.

2. “توكنات الرؤساء” – الصدمة التي أربكت السوق ظهور عملات الرؤساء خلق سابقة غير معهودة: مجرد أيام قليلة على إطلاق التداول، ارتفعت قيمتها السوقية لعشرات المليارات من الدولارات. سرعة النمو كانت مذهلة لدرجة أن لا أحد تمكن من الاستجابة. أرباح ضخمة تم سحبها من السوق في فترة زمنية قصيرة جدًا. والنتيجة: من دخل متأخرًا لم يكن أمامه سوى حمل القمة والخسارة. تم استنزاف السيولة المحتملة للعملات البديلة. الثقة والحماس - وهما عنصران أساسيان في موسم العملات البديلة - انهارا تمامًا. هذا “الارتفاع والانهيار الصاعق” كسر الطريقة المعتادة التي ينمو بها موسم العملات البديلة بشكل صحي.

3. التأثير المتسلسل: الثقة والسيولة تم استنزافها الضرر الأكبر ليس في ارتفاع توكن واحد بعنف، بل في الأثر النفسي المتسلسل: المستثمرون شهدوا خسائر فادحة من “موضوع الرؤساء”. صانعو السوق الصغار أصبحوا مترددين في ضخ السيولة بعملات بديلة جديدة. الجدد فقدوا الحافز للمشاركة وفضلوا المراقبة من الخارج. قطاع الميمكوينات - الذي يعيش على المشاعر - شهد فتورًا مفاجئًا. موسم العملات البديلة يحتاج ثلاثة عناصر للانفجار: وافدين جدد – سيولة جديدة – حماس متدفق. في الدورة الأخيرة، تم خنق كل هذه العناصر الثلاثة.

4. هل هناك مستقبل لـ"موسم العملات البديلة"؟ الإجابة نعم، لكن ليس في الوقت الحالي. لا تزال هناك دوافع أساسية في السوق: من الصعب على المستثمر الصغير شراء البيتكوين. الرغبة في الربح السريع لا تزال قائمة. دائمًا ما تكون العملات البديلة جذابة بفضل هامش الارتفاع الأكبر. عندما تتراكم السيولة مجددًا، ويقل الحذر، ويجد السوق “قصة جديدة” بديلة عن موضوع الرؤساء، سيعود موسم العملات البديلة تلقائيًا. لكن من المحتمل ألا يحدث هذا في نهاية الدورة الحالية، بل في الدورة القادمة عندما يُعاد ضبط نفسية السوق من جديد.

5. الخلاصة توكنات الرؤساء كسرت وتيرة النمو الطبيعي لموسم العملات البديلة، وتسببت في تبخر السيولة والثقة بسرعة كبيرة. الدوافع الرئيسية لموسم العملات البديلة لا تزال موجودة، لكنها تحتاج وقتًا لاستعادة الثقة وإعادة التوازن للسوق. قد لا نشهد موسم عملات بديلة شامل في نهاية هذه الدورة، لكنه سيعود حتمًا في الدورة القادمة، وربما بطريقة وسرعة مختلفتين عن السابق.