كيف تؤدي قواعد العملات المستقرة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تقسيم السوق العالمية

صدر تقرير جديد في 4 ديسمبر 2025 عن شركة CertiK للأمن في مجال البلوكشين يوضح أن الأطر التنظيمية المتباينة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للعملات المستقرة تخلق “تجمعي سيولة” منفصلين على مستوى العالم.

تشير التحليلات إلى أنه بدلاً من التقارب نحو سوق موحد وقابل للتشغيل المتبادل للعملات المستقرة، فإن أكبر كتلتين اقتصاديتين في العالم تسيران في اتجاهين تنظيميَين متعاكسين، وهي نقلة قد تعيد تشكيل تدفقات رأس المال، ومشاركة المؤسسات، وأماكن تشغيل المصدرين الرئيسيين.

الإطار الأمريكي يدعم الابتكار وتوسيع النفوذ الدولاري

يبرز تقرير CertiK أن قانون GENIUS، الذي تم توقيعه في يوليو 2025، أصبح حجر الأساس لاستراتيجية الولايات المتحدة للعملات المستقرة. يفرض القانون متطلبات احتياطي صارمة، ويحظر العملات المستقرة التي تحمل عوائد، ويوفر إشرافاً اتحادياً على جهات إصدار رموز الدفع. وقد أدى هذا الوضوح إلى تسريع الاستثمارات في العملات المستقرة المربوطة بالدولار الأمريكي، مما عزز انتشار الدولار الرقمي.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن الإطار الأمريكي لا يعطي الأولوية لقابلية الاستبدال عبر الحدود، بل يركز على تعزيز هيمنة الدولار بالاعتماد على جهات إصدار من القطاع الخاص، وهي استراتيجية تشجع الابتكار لكنها تترك تساؤلات حول قابلية التشغيل مع الأسواق الأجنبية.

نظام MiCA الأوروبي يخلق بيئة أكثر تقييداً

على الجانب الآخر من الأطلسي، يتبع تنظيم الأسواق في الأصول المشفرة (MiCA) التابع للاتحاد الأوروبي نهجاً مختلفاً بشكل ملحوظ. يتطلب MiCA من جهات إصدار العملات المستقرة الاحتفاظ بمعظم احتياطياتهم في بنوك مقرها الاتحاد الأوروبي، ما يعكس تفضيلاً للرقابة السيادية وسيطرة القطاع المصرفي.

بينما يرى المؤيدون أن ذلك يعزز الاستقرار، يحذر المنتقدون من أنه قد يخلق نقاط ضعف خاصة به. وقد نبه مراقبو الصناعة إلى أن تركيز الاحتياطيات داخل النظام المصرفي الأوروبي قد يُدخل مخاطر نظامية ويُسرّع من اندماج جهات الإصدار، مما قد يحد من المنافسة.

التباعد التنظيمي يمزق سيولة العملات المستقرة عالمياً

تحذر CertiK من أن هذه الأطر المتعارضة تشطر مشهد العملات المستقرة العالمي إلى نظامين بيئيين منفصلين. عملياً، يعني ذلك أن العملات المستقرة القائمة على الدولار الأمريكي واليورو قد تعمل في صوامع تنظيمية، مما يقلل من السيولة عبر الحدود ويجعل التحويلات الدولية أقل كفاءة. قد يؤدي هذا التشظي إلى تقليص عمق السوق، وتوسيع الفروقات، وتأخير تطوير شبكات التسوية المؤسسية الموحدة.

الأولويات النقدية تدفع نحو الانقسام

يشير التقرير إلى اختلاف جذري في أهداف السياسات:

• الولايات المتحدة تستخدم الابتكار الخاص لتوسيع نفوذ الدولار عالمياً عبر العملات المستقرة المنظمة.
• بينما يعطي الاتحاد الأوروبي الأولوية للسيادة النقدية أثناء تطويره لليورو الرقمي بالتوازي مع MiCA، لضمان بقاء الأموال الرقمية المقومة باليورو تحت سيطرة صارمة ووساطة مصرفية.

تشكل هذه الأولويات المتنافسة الطريقة التي ترى بها كل منطقة دور العملات المستقرة ضمن نظامها المالي الأوسع.

عواقب على جهات الإصدار وأسواق العملات الرقمية العالمية

يؤثر الانقسام التنظيمي بالفعل على أماكن اختيار شركات العملات المستقرة لتأسيس عملياتها، وجمع رأس المال، وبناء البنية التحتية. فبعض الشركات ترى أن قواعد MiCA الصارمة تشكل عائقاً، في حين يرى آخرون أن قانون GENIUS يوفر بيئة أكثر دعماً للابتكار.

وتخلص CertiK إلى أن هذا التباعد ليس تنظيمياً فقط، بل يمثل رؤيتين مختلفتين جذرياً لمستقبل الأموال الرقمية. ومع نضوج كل نظام بيئي، قد تصبح أسواق العملات المستقرة العالمية أكثر انقساماً، مع تداعيات طويلة الأمد على السيولة والتبني والتكامل المالي الدولي.