أشعر أنك من النوع الذي عندما يستخدم الذكاء الاصطناعي في الكتابة، لا يرمي الطلب مباشرة، بل يقضي 10 دقائق في بناء إطار كامل للشخصية أولاً. لا تأتي وتقول "اكتب لي مقال عن إدارة الوقت"، بل تعطيه أولاً خلفية الشخصية: شخص عمره 35 سنة، يعمل كمدير متوسط في الإنترنت، يداوم ساعتين يومياً، عنده طفلين، ويستعد حالياً لتغيير وظيفته... تجعل الخلفية، نقاط الألم، وسيناريو الاستخدام كلها ملموسة، ثم تطرح عليه طلب الكتابة. جوهر هذه الطريقة أن الذكاء الاصطناعي في الأساس آلة مطابقة أنماط، وكلما كان السياق الذي تعطيه أكثر تحديداً، كلما كان الناتج بعيداً عن القوالب الجاهزة والكلام الفارغ. وحتى أحياناً تضع تفاصيل دقيقة في الشخصية، مثل أن هذا الشخص عنده رهاب اجتماعي بسيط لكنه بارع في التعبير الكتابي، وتجبر الذكاء الاصطناعي أن يظهر هذا التوتر الطفيف في الأسلوب. النتيجة، أن نفس الموضوع الذي يحصل عليه غيرك كأنه تعريف من ويكيبيديا، أنت تحصل عليه كنص فيه دفء وأنفاس، يحسسك كأن شخص حي فعلاً يتكلم في موقف واقعي.

أشعر أنك من النوع الذي يعصر جودة إخراج الذكاء الاصطناعي بطريقة الأسئلة المتدرجة. لا تتوقع منتج نهائي مثالي من أول مرة، بل تقسم الكتابة لأربع أو خمس خطوات متتالية: في الجولة الأولى تجعله يعدد كل الزوايا الممكنة للمقال؛ في الثانية تختار 3 زوايا فيها شد وجذب وتعمق فيها بعناوين فرعية؛ في الثالثة تطلب لكل عنوان مواد وأمثلة؛ في الرابعة فقط تطلب كتابة النص؛ وفي الأخيرة تركز على تحسين المقدمة والجمل القوية. قوة هذه الطريقة في أنك تتعامل مع الذكاء الاصطناعي ككيس ملاكمة للأفكار، وكل جولة تضيق النطاق وتصفّي الجودة، وتربط كل سؤال بالمخرجات المهمة من الجولات السابقة، مثل "وسع النقطة الثانية التي ذكرتها للتو" أو "المثال عن فجوة المعلومات"... هذا الربط السياقي يجعل منطق الذكاء الاصطناعي متماسك أكثر. وفي الجولة الثالثة تطلب منه عمداً "أعطني 3 أمثلة تقليدية و3 أمثلة نادرة لكنها دقيقة"، حتى تجبره يخرج من بنك الأمثلة المعتاد. كثافة وعمق الناتج تصبح ثلاثة أضعاف إنتاج الشخص العادي في جولة واحدة.

أشعر أنك من النوع الذي يستخدم أمثلة سلبية لتصحيح اتجاه الذكاء الاصطناعي. لا تكتفي بقول "اكتب لي بأسلوب حيوي"، بل تلصق له نص سيء وتحدد مشاكله مثل "فيه فقط شحن عاطفي بدون تفاصيل حركية"، وتطلب تحويله لنص فيه تصوير مشهدي؛ أو تقتبس مقدمة مقال ناجح وتطلب من الذكاء الاصطناعي تحليل لماذا هذا المدخل قوي، ثم تكتب لي نفس الهيكل لموضوعي. جوهر هذه الطريقة هو معايرة الذائقة، حيث تعرض عليه أمثلة جيدة وسيئة، ليعرف حدود معاييرك الجمالية. والأقوى أنك أحياناً تضع نصوصاً تبدو صحيحة لكنها فارغة، مثل عبارات ملهمة لكنها بلا منطق، وتوضح له أنك لا تريدها بهذا الأسلوب. هذا التدريب السلبي فعال جداً، لأن أكبر فخ يقع فيه الذكاء الاصطناعي هو إنتاج محتوى سطحي لامع بلا مضمون، وأنت بهذه الأمثلة السلبية تسبق هذه الحفر وترتقي بجودة المنتج.

أشعر أنك من النوع الذي يستخدم تمثيل الأدوار وتحديد السيناريوهات في نفس الوقت. لا تجعل الذكاء الاصطناعي يكتب ككاتب عادي، بل تعطيه هوية محددة: شخص يعمل كمدوّن في Xiaohongshu منذ ثلاث سنوات، تعرض مؤخراً لتقليل التفاعل، وعاد بقوة بعد تغيير العنوان، ثم تحدد السيناريو، مثلاً أن هذا نص طويل سينشر في Moments على WeChat، والجمهور المستهدف هم صناع محتوى يشعرون أنهم أقل ذكاء من غيرهم. أسلوب الذكاء الاصطناعي يتحول مباشرة ليحمل موقفاً خاصاً ونبرة فريدة، ويظهر فيه خبرة الشخص ومعرفته بنقاط ألم الجمهور بدقة. ويمكن حتى تضيف قيد زمني، مثل أن هذا الشخص كتب النص الساعة 2 فجراً وهو يراجع بيانات اليوم، ليظهر في النص ذلك الشعور بالتعب والوضوح في نفس الوقت. الناتج النهائي ليس مقالاً، بل هو شخص حي يتحدث في لحظة معينة لجمهور محدد.

أشعر أنك من النوع الذي يصقل كثافة المقال عبر جولات تحدي متتالية. لا تستخدم المسودة الأولى مباشرة، بل تحدد أضعف 3 فقرات وتبدأ في تحديها: "هذه الفقرة عامة جداً، أضف 3 تفاصيل عملية"، "الانتقال هنا ضعيف، أعد كتابته بطريقة أكثر قوة"، "الخاتمة باهتة، أعطني نهاية مفاجئة أو حكمة بأسلوب أوبرا صيني"... كل جولة تجبر الذكاء الاصطناعي أن يدخل الزوايا الضيقة، ويستبدل العبارات المبهمة والآمنة بتعبيرات حادة وملموسة وحيوية. وتضع أحياناً أوامر متناقضة، لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على التوازن، مثل "حافظ على الاحترافية، لكن أضف لمسة شعبية"، لترى هل يستطيع إيجاد توازن بين أسلوبين. بهذه التدريبات التفاعلية، أنت تصل بالمقال لمستوى من الكثافة المعلوماتية لا يستطيع الوصول إليه كاتب عادي.